رسالة الجمعية
- إن القراءة الصحيحة للتاريخ والنقد البناء للواقع الحالي والطموح المشروع في التطلع إلى المستقبل بمعاينة دقيقة للحاضر، بغية إسهامات هادفة وقابلة للتجسيد بأقل تكلفة وأقصر مدة زمنية وبحوافز أخلاقية تجتنب التحسر على الماضي والغرور و الاعتماد على الغير في توفير لقمة العيش وتستر العورة و الأمن وحرية القرار في تنظيم السير العادي للحياة اليومية في جميع مناحي الحياة.
فالقطبية الأحادية ... جمعت قواها العقلية والمادية واستثمرت كل الطاقات المختلفة بتكنولوجيا عالية منصّبة نفسها الوصي على الكل وإخضاعهم وتوظيفهم لخدمة أغراضها ومصالحها وهذا بتوجيهات عباقرة الفكر المعاصر الذين سنوا لها نظريات : نهاية التاريخ، صراع الحضارات، النواة والفجوة، فقه التمكين إلى غير ذلك من رؤى وتصورات واجتهادات كلها تهدف إلى ترسيخ القطبية الأحادية .
- أما القطب الآخر فيقابله برصيد تاريخي غنيّ وكنوز جغرافية تكاد تكون مهملة وعقيدة سامية سمحاء وثروات طبيعية وبشرية هائلة وواقع مر وفرقة وصراعات هامشية ضيقة الأفق ومصالح وانحلال خلقي تام وتبعية وذوبان ... مما أوجد مفارقة عجيبة لم تمكّن الأولى من تحقيق مآربها ، كما أن ردود أفعال الثانية لم تجد نفعا؟ وازدادت المفارقة و الهوّة اتساعا فازدادت غطرسة الأولى وكثرت ردود أفعال الثانية ... ولكن بدون جدوى فكثر الأمل و التأمل و ازدادت انشغالات الشعوب واحتارت النخب وراح الكل يجترّ الآلام وينشد الحياة الكريمة ، وتفتّقت القريحة وكانت سنة 2001 السنة الدولية لحوار الحضارات، وتفاعل هذا الاقتراح مع طموحات الشعوب وانشغالات النخب عبر العالم على المستويين الرسمي والشعبي محققا أحد التطلعات السامية للبشرية وهي العيش في سلام ورخاء وأمن وسيادة العدل والحرية والحقوق والواجبات والخير وتقاسم الأعباء.
- ومن هنا جاءت فكرة العصر وهي حوار الحضارات والتعايش الحضاري بإنشاء مؤسسة قائمة بذاتها تتفاعل مع الأحداث وتتكيف مع الظروف المحلية والإقليمية والدولية هادئة في طرح الأفـكار التي تخدم الأمة ولا تتعامل بردود الأفعال الآنية وتغيّر آليات العمل والمهارات المرنة وتحاول القدوة بأساليب مؤثرة ومتأثرة متكاملة مع الأفكار والعلاقات والاستغلال الأمثل للبشر وللوقـت والتقنية باشراك كل القوى الحية والفاعلة .
- لقد تأسست الجمعية الوطنية للحوار بين الحضارات ذات الطابع الثقافي العلمي يوم :29/08/2002 ، من مختلف الحساسيات ومنذ ذلك الوقت، ساهمت بحنكة وفعالية في جميع نشاطات الدولة ونشاطات المجتمع المدني على جميع الأصعدة وفي جميع الاتجاهات الإيجابية قدر المستطاع ، بغية نشر وتجسيد أهدافها المستوحاة من عنوانها بلجانها السبعة : اللغات واللهجات- الثقافات-التنسيق بين الجمعيات- تقوية الدولة الجزائرية- الإشهار الإيجابي- التشريفات، معتمدين في الميدان على إشراف وإدارة ومتابعة الجمعية من طرف مكتبها الوطني ومكاتبها الولائية ومندوبيها في الخارج ومجلسها العلمي الذي هو مشرّعها والمتكون من:-160- دكتور وأستاذ وشخصية وطنية والذي يتمتع بقوة الاقتراح وقوة البدائل وبداهة التأقلم وصلابة العزيمة وسلاسة الحوار وقابلية التعايش الحضاري ، الذي هو شعار الجمعية وذلك بإشراك الجميع وتفعيل كل الطاقات الحية للبلاد لتجسيد هذه الأهداف على أرض الواقــــع .
ع/المكتب الوطني والمجلس العلمي
رئيــس الجمعيـــة
عنه/ الأمين العام
الأستـاذ : دغموم السعيد
|